۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
رهبر انقلاب

وكالة الحوزة - قال الإمام الخامنئي: «قوّة الحقّ أينما دخلت الميدان ضدّ الكفر، يخطئ العدو في حساباته معها رغم عظمته وجبروته الظاهريين».

وكالة أنباء الحوزة - التقى جمع من قادة وضبّاط القوّات الجويّة التابعة للجيش والدفاع الجوّي بقائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، وذكر سماحته أنّ «قوّة الحقّ أينما دخلت الميدان ضدّ الكفر، يخطئ العدو في حساباته معها رغم عظمته وجبروته الظاهريين». وتحدّث الإمام الخامنئي عن «تعرّض أمريكا اليوم لضربات من المكان الذي لم تحسبه أبداً»، لافتاً إلى أنّ «السياسة القاطعة لوسائل الإعلام المعادية للجمهوريّة الإسلاميّة والإسلام اليوم هي تحريف الحقائق»، مشدداً على «شنّ هجوم مقابل الهجوم المركّب للعدوّ في مختلف المجالات».
في ذكرى البيعة التاريخية للقوات الجوية للإمام الخميني في 8/2/1979، وصف قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع جمع من قادة القوات الجوية والدفاع الجوي تلك «البيعة المذهلة» بأنها «نقطة تحوّل». وبتأكيده أن عامل البقاء والاستمرارية والتأثير لتلك الحركة التاريخية العظيمة «كان العمل الإعلامي والسرد الصحيح لتلك الواقعة عبر إطار فني»، قال: «اليوم أيضاً تتطلب مواجهة هجمة العدو وتحريف الحقائق والإنجازات والتقدم والمبادرات الملحمية للنظام الإسلامي حركةً دفاعية وهجوماً مركّباً بمحورية فريضة "جهاد التبيين" الفورية والحتمية». وعن محدودية عدد الحاضرين بسبب الظروف غير المواتية لجائحة كورونا، قال سماحته: «أنا ملتزم دائماً الضوابط الصحية وأعمل بتوصيات الأطباء، وأصرّ على استخدام الكمامة، وقبل بضعة أشهر تلقيت الجرعة الثالثة من اللقاح»، موصياً الناس ومؤكداً الاستماع لكلام المتخصصين في هذا المجال.
وتحدث الإمام الخامنئي عن الحركة التاريخية للقوات الجوية بالبيعة للإمام الخميني، مبيناً أنه «رغم أن الجيل الحالي في القوة الجوية لم يكن موجوداً في ذلك اليوم، فإن كل من يعملون في القوة الجوية بحس المسؤولية هم شركاء في افتخار ذلك اليوم وفضيلته، لأن تلك الحركة كانت في الحقيقة بيعة للمُثُل والجهاد المقدس الذي كان الإمام (قده) قائده المقتدر، فتلك الحركة الروحية مستمرة، ومن يسيرون على طريق تلك المُثُل لديهم سهمٌ في تلك الحركة». ورأى سماحته أنّ إحدى السمات المهمة لتلك الحركة المؤثرة للغاية أنها «تشخيص اقتضاء اللحظة» من قبل ضباط وعناصر القوات الجوية، وإطلاق تلك المبادرة الذكية من منطلق البصيرة. وتابع: «أظهرت هذه الحركة أيضاً أن حسابات أمريكا ونظام بهلوي المشؤوم كانت مخطئة وأنهم تلقوا ضربة من مكان لم يكونوا يتصوّرونه».
وحول أهم نقطة ملهمة للدروس من ذلك الحدث التاريخي، قال قائد الثورة الإسلامية: «إذا كان لقوات جبهة الحق والإسلام حضور فعال ومؤثر ومفعم بالأمل في كل ميدان جهادي، بما في ذلك الميادين العسكرية والعلمية والبحثية وسائر الميادين، ولا يخشون العظمة والجبروت الظاهريَّين للطرف المقابل، فبالتأكيد ستخرج حسابات العدو خطأً، لأن هذا وعد إلهي محتوم». وتابع سماحته: «تبيّن اليوم أيضاً أنّ حسابات الأمريكيّين كانت مخطئة، وهم يتلقّون الضّربات من المكان الذي لم يتصوّروه، وذاك من رؤسائهم، أي الرئيسين السابق والحاليّ لأمريكا، فهما بممارساتهما تكاتفا لكي يُكملا إراقة ما تبقّى من ماء الوجه لأمريكا».
ورأى الإمام الخامنئي أن من أسباب عمق البصيرة في القوة الجوية «تواصلهم الوطيد مع المستشارين الأمريكيين في زمن نظام الطاغوت، ومشاهدتهم ديكتاتورية هؤلاء وفسادهم الأخلاقي»، وأضاف: «حضور الأمريكيين في الجيش الإيراني قصة محزنة قد يكون جيل الشباب غير مطلّع عليها، لكن المثال على ذلك هو الاستخدام المتكرر للجيش الإيراني من قِبل أمريكا وبريطانيا لقمع الشعوب المظلومة، وهذه إحدى خيانات النظام البهلوي للجيش والشعب الإيراني، وكذلك جريمة بحق الشعوب الأخرى».
وفي إشارة إلى انتشار وسائل الإعلام المتنوعة في مجالات مختلفة، رأى سماحته أن السياسة القاطعة لوسائل الإعلام المعادية للإسلام وإيران هي «تحريف الحقائق عبر الأكاذيب الاحترافية»، وتابع: «لتنفيذ هذه السياسة، يجمّلون الوجه القبيح والفاسد لنظام الطاغوت ويتسترون على خياناته، ويسعون حتى إلى تجميل وتزيين الصورة الإجرامية لجهاز السافاك، وفي المقابل، يشوّهون صورة الثورة والإمام الجليل، ويتكتمون على التقدم والحقائق والنقاط الإيجابية للثورة بصورة تامة، ويضخمون نقاط الضعف مئات المرات»، مستطرداً: «لذا في مواجهة هذا الهجوم الإعلامي، إن جهاد التبيين فريضة حتمية وضرورية».
كذلك، رأى قائد الثورة الإسلامية أن الديكتاتورية الإعلامية من أنواع الديكتاتوريات لدى القوى الغربية رغم مزاعم الأخيرة حول حرية التعبير، مشيراً إلى أمثلة مثل إزالة اسم الشهيد سليماني في الفضاء المجازي وصورته. وقال: «هم يحظرون نشر أي كلمة أو صورة تتعارض مع السياسات الغربية، وفي المقابل، يستغلون هذا الفضاء إلى أقصى حد لتشويه سمعة الإسلام والجمهورية الإسلامية».
في هذا السياق، أشار الإمام الخامنئي إلى «الهجوم المركّب» لجبهة العدو ضد إيران، وهو الهجوم الاقتصادي والسياسي والأمني والإعلامي الدبلوماسي، مؤكداً: «في مواجهة هذا الهجوم المركّب، لا يمكننا أن نبقى في موقف دفاعي دوماً، ويجب أيضاً أن نشن هجوماً مركّباً في مختلف المجالات بما في ذلك الإعلامية والأمنية والاقتصادية، وعلى أهل الفكر والمبادرة، وخاصة المسؤولين، بذل الجهود».
في نهاية حديثه، رأى سماحته أن التقدم المتنامي الذي تشهده البلاد يأتي على العكس من إرادة المغرضين، مبشّراً بغد أفضل للشعب الإيراني. وقال: «مثلما تقدمت الجمهورية الإسلامية باقتدار وصارت أكثر قوة وثباتاً يوماً بعد يوم على مر هذه السنوات الـ43، ستستمر هذه الحركة بالتوفيق الإلهي في المستقبل على نحو أفضل من ذي قبل، وسيفشل العدو مرة أخرى». كما لفت إلى أيام رجب المباركة، موصياً الناس، وخاصة الشباب، بالاستفادة من الفيوضات الإلهية والمعنوية لهذا الشهر.

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha